السحالي






السحالي

السحالي زواحف قريبة الصلة بالأفاعي. وبعضها ـ مثل الأفاعي ـ لا أرجل له، بينما يشبه بعضها الأفاعي لحد ما ولكن له أرجل، أما السحالي كبيرة الحجم فهي أكثر شبها بالتماسيح. تتباين السحالي فيما بينها في الحجم والشكل واللون، ولديها طرق عديدة للتنقل وللدفاع عن النفس. ولقد تعرّف العلماء على أكثر من 3,750 نوعاً مختلفًا من السحالي، وهنالك أكثر من 500 نوع تعيش في قارة أستراليا.



أين تعيش السحالي


ليس لدى السحالي المقدرة على التحكم في درجة حرارة جسمها كما يفعل كثير من الحيوانات الأخرى. وعليه تعيش غالبيتها في أماكن لا تتجمد إطلاقاً، بينما تدخل التي تعيش منها في المناطق ذات الشتاء البارد في السبات. وعليه توجد معظم السحالي في المناطق المدارية والأجزاء الدافئة من المناطق المعتدلة. وتعتبر السحالي أكثر الزواحف وجودًا في الصحاري والمناطق الجافة الأخرى. وعند ارتفاع درجة الحرارة في بيئتها الصحراوية لدرجة لا تتحملها السحالي، تلجأ عادة إلى الظل أو تغوص في الرمال لتفادي أشعة الشمس المحرقة.



أحجام السحالي

تتفاوت السحالي في أحجامها؛ حيث إن أصغرها حجماً لا يتعدى سنتيمترات قليلة في الطول، بينما يصل حجم أكبرها، وهو تنين كومودو الذي يعيش في جزر الهند الشرقية، إلى أكثر من ثلاثة أمتار في الطول، وحتى 150 كجم في الوزن، وينتمي تنين كومودو إلى مجموعة ورل السحالي التي تعيش في قارة إفريقيا وشبه القارة الهندية وقارة أستراليا، والتي قد تصل أنواع أخرى منها إلى أكثر من مترين في الطول.



كيف تتحرك السحالي


أكثر ما يُميِّز السحالي الطرق العديدة المتنوعة التي تستعملها في الحركة. ومنذ 60 مليون سنة مضت كانت السحالي البحرية الضخمة تسبح في البحر، وحتى اليوم تسبح سحالي الورل الضخمة في بعض الأحيان منتقلة من جزيرة إلى أخرى. لا يوجد من السحالي الحالية ما يطير، ولكن هنالك ما يُعرف بالتنين الطائر وهي مجموعة صغيرة من السحالي تعيش في بعض مناطق قارة آسيا وجزر الهند الشرقية، تنزلق في الهواء متنقلة من شجرة إلى أخرى كما يفعل السنجاب الطائر وذلك بفرد ثنية من الجلد على جانبها، وبتحريك أضلاعها مكونة ما يشبه الشراع الذي يُمَكِّنها من الانزلاق في الهواء.

تعيش غالبية السحالي على الأرض أو داخل تجاويف الأشجار، وتتحرّك السحالي على الأرض بعدة طرق متباينة. فبعض أنواع الوزغ، من السحالي التي تُمضي معظم وقتها في الأشجار، لديها مخالب متحركة مثل مخالب القطط يُمْكِنُ إظهارُها وإخفاؤها على حسب الحاجة، كما أن بعضها مزود بشقوق في أصابعها تعمل كأقراص ماصة أو ممصَّات. تتعلّق المخالب بالسطوح الخشنة كقلف الأشجار، بينما تلتصق الشقوق أو الممصات بالأسطح الملساء، ولذلك يستطيع البرص السير دون عناء متعلقا بالمقلوب بالجص الذي يَكسْو أسقف المنازل من الداخل، كما يُمكنه السير دون عناء على سطح زجاجي. ويمكن لسحالي أستراليا المهدبة ولسحالي العظاية التي تعيش في المناطق المدارية الأمريكية أن تجري على رجليها الخلفيتين رافعة أرجلها الأمامية.
السحالي الثعبانية توجد فقط في الأراضي الرئيسية بأستراليا وغينيا الجديدة، وكلها تضع بيضًا.

تستطيع كثير من السحالي التي تعيش على الأرض أن تتنقل دون أرجل، فالسقنقور ليس له أرجل. كما أن بعض أنواع السقنقور أيضًا لها أرجل ضعيفة البنية لا تستعملها في المشي. وتضم أنواع السحالي عديمة الأرجل العظاية العمياء أو العظاية البطيئة الأوروبية و الثعبان الزجاجي لأمريكا الشمالية والسحالي الثعبانية الأسترالية. وتتميز تلك السحالي عن الأفاعي بوجود جفون جيدة التكوين وفتحات آذان، ولا توجد أي من هاتين الخاصيتين في الأفاعي.



الدفاع عن النفس.


تُدافع السحالي عن أنفسها بطرق شتى متباينة، حيث تُخادع بعض السحالي ـ مثل بعض الثعابين ـ للدفاع عن أنفسها ، فيبتر كثير منها ذيله إذا ما هُوجم، ويستمر ذلك الذيل المبتور في التلوي لمدة بعد بتره مما يشغل الحيوان المفترس المهاجم لها ـ أو أي عدو آخر ـ برهة تمكنها من الهروب.

ومن طرق الخداع الشائعة للدفاع عن النفس، التي تستخدمها السحالي، الانتفاخ والفحيح والضرب بالذيل، وتعتبر السحلية الأسترالية ذات الأغشية أكثر السحالي استعمالاً للخداع كوسيلة للدفاع عن النفس، حيث إنها ترتكز على أرجلها الخلفية وتُبْرِزُ غشاءً كبيرًا من الجلد حول عنقها، ثم تفتح فمها مصدرة فحيحًا شبيهًا بفحيح الأفاعي، وبذلك تبدو أكبر من حجمها بمرات عديدة. وبالإضافة إلى ذلك تَكْتَسبُ منظرًا شرسًا مخيفًا عكس حالها الطبيعي، بينما يبلغ طول أكبر تلك السحالي حوالي 80سم فقط. ويخيف السقنقور الأسترالي أزرق اللسان أعداءه من المفترسات بإظهار لسانه الأزرق الفاقع اللون.

ليست كل أنواع السحالي مقاتلة بالخداع فقط، بل تستعمل الأَوْرال وأقاربها فكوكها الضخمة للعض، وأذيالها القوية للضرب المبرح، ولكن على عكس الثعابين فإن القليل جدًا من السحالي سام. يوجد نوعان فقط من السحالي السامة هما: الهيلية وهي سحلية توجد في جنوب غربي الولايات المتحدة الأمريكية وشمالي المكسيك وقريبتها السحلية المُخَرَّزة المكسيكية.

لدى السحالي الصحراوية ذات القرون خاصية غريبة في الدفاع عن النفس، حيث باستطاعتها قذف تيار رقيق من الدم من عينيها لمسافة تبلغ المتر تقريبا حينما تُهاجم، كما تَمنْحها الأشواك الحادة الموجودة علي رأسها وظهرها مزيدًا من الحماية. ويسمي كثير من الناس السحالي المزودة بتلك القرون العلاجيم المقرنة، وذلك لتشابه أجسامها المفلطحة بأجسام العلاجيم.

تَشْتهر الحرباء الإفريقية بتغيير لونها حسب لون الوسط المحيط، ولكثير من السحالي تلك الخاصية نفسها التي يعتبرها كثير من الناس وسيلة للدفاع عن النفس، ولكنها لا تُسْتَعْمَلُ لذلك في كل الأوقات، حيث تستعمل بعض السحالي الصحراوية خاصية تغيير اللون لتكسب جسمها لونًا داكنًا يُمَكِّنُها من امتصاص أكبر قدر ممكن من الحرارة من أشعة الشمس، خاصّة في الصباح الباكر، وذلك لرفع درجة حرارة جسمها بسرعة لتتمكن من النشاط والحركة بحثًا عن غذائها قبل اشتداد حرارة الجو في وسط النهار. وعموما تتمتع غالبية السحالي الصحراوية بلون باهت، بينما غالبية السحالي التي تعيش في الغابات ذات لون داكن. وتتميز أنواع السحالي المختلفة بتباين تراكيبها اللونية من الأخضر والأحمر والرمادي والبني والأبيض والأسود.



التكاثر


تجْذب ذكور سحالي الأنول التي تعيش في المناطق المدارية الأمريكية إناثها للتزاوج بتحريك الرأس إلى أعلى وأسفل عدة مرات، وفي الوقت نفسه تُظْهِرُ الغَبَب الزاهي الألوان (امتداد جلدي يمتد أسفل العنق من الذقن إلى بداية الصدر). ويعتمد الوزغ والورل في جذب الأنثى للتزاوج على حاسة الشم الجيدة لدى كل منهما، حيث تُفْرِزُ الأنثى المهيَّأة للتزاوج من تلك الحيوانات الهورمونات (مراسيل كيميائية) تلتقطها أنوف الذكور الحساسة فتأتي سريعًا للتزاوج مع تلك الإناث. غالبية السحالي بيَّاضة، ويضع بعضها البيض في أعشاش بسيطة، وتلتف أنثى السقنقور حول بيضها لتحميه من الأعداء، وإذا حدث وتفرَّق بيضها، فهي تجمعه مرة أخرى في كتلة واحدة.

بعض السحالي يلد صغارًا بعد فقس البيض داخل جسم الأنثى، بينما يتم التكاثر في بعض أنواع السحالي الأخرى بطريقة تُشبه التكاثر في الثدييات، حيث تحصل صغارها علي الغذاء من جسم الأم أثناء تكوينها، وتلد صغارها مثل الثدييات ولكنها بخلاف إناث الثدييات، لا ترعى صغارها ولا تغذيهم بعد الولادة.

ولبعض أنواع السحالي السوطية الذيل التي تعيش في قارة أمريكا الشمالية وبعض أنواع العظايات الأوروبية إناث فقط تضع بيضًا غير مخصب يفقس إناثًا فقط. ويسمَّى هذا النوع من التكاثر التكاثر العُذري وهو أكثر شيوعاً بين الحشرات.



الغذاء


تتبع السحالي طرقًا للتغذية أقل أهمية من الطرق التي تتبعها الأفاعي، ولكن ـ بخلاف الأفاعي ـ يتغذى بعضها بالنباتات لا الحيوانات. تتغذى سحالي الإِجوانة البحرية في جزر الجلاباجوس الشهيرة الواقعة في المحيط الهادئ قرب ساحل الإكوادور، على الطحالب البحرية التى تنمو على الصخور حيث تجمعها عند حدوث الجزر المنخفض. وتتغذى مئات من أنواع السحالي بالحشرات والحيوانات الصغيرة. وغالبية السحالي لا تقصر غذاءها على نوع واحد دون الآخر. حيث تلتهم بعض أنواع السقنقور الأسترالية غذاء متنوعًا يحتوي على القواقع والديدان وبذور النباتات. وتعتمد بعض السحالي مثل الحرباء الإفريقية على صيد الحشرات بلسانها المغطى بطبقة مخاطية سميكة، وذلك بقذفه لمسافةٍ نحو الحشرة لتلتصق بطبقته المخاطية. ويمسك بعض أنواع السحالي فريسته بفكيه ويبتلعها مباشرة عندما تتوقف عن المقاومة.



الأخطار التي تهدد السحالي


تُهدد نشاطات الإنسان بقاء بعض أنواع السحالي. وفي بعض الأقطار يجمع الناس بيض السحالي، ويصطاد بعضهم سحالي الإِجوانة والسحالي الأخرى للغذاء. بينما تلاشت بيئات السحالي من كثير من المناطق. وفي الماضي كانت تُصْطَاد بعض أنواع السحالي لتستعمل جلودها في الصناعات الجلدية مثل المحفظات وحقائب اليد للنساء، وبعض المنتوجات الجلدية الأخرى. ولقدمَنَعَتْ كثير من البلدان صيد السحالي لذلك الغرض.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 موسوعه غرائب وعجائب
تصميم : ضا