ياترى كم تختزل المدينة من مراحل تاريخية بين ثنايا مبانيها ووسط أريافها الفائقة الوصف؟ عندما نطالع ألواح الفسيفساء التي* تصور مشاهد لمزارع الزيتون وبساتين الفواكه،* تلك المدينة التي* وصفت بأنها بمثابة كنوز تاريخية تتحدى الخيال،* لبدة منذ بدايات التأسيس إلى نهاية القرن العشرين في* رحلة بين الماضي* والحاضر وآفاق المستقبل،* لماذا اختيرت المدينة ضمن الروائع الانسانية الخالدة،* ليبتيس* - لبدة سبتيما* – لبدة الكبرى رائعة الروائع بفخامة حماماتها،* وروعة معالمها،* وتكامل مبانيها في* رحلة عبر التاريخ إلى المستقبل التي* مازالت تخبئ الكثير* .
بعد أن ظلت لبدة و طيلة قرون عديدة حاضرة شمال أفريقيا خلال العصر السفيري* تظافرت عدة عوامل متسببة في* انهيار المدينة بعد دخول الامبراطورية الرومانية في* مرحلة صراع داخلي* أدى إلى فرض المزيد من الضرائب على ملاك الاراضي* والتجار لتلبية متطلبات الصراعات،* وفقدت العملات قيمتها نتيجة التضخم وأصاب المراكز الحضرية ركود اقتصاديٌّ* كبير،* وانتشرت مظاهر الفوضى في* المدن الرومانية،* ويبدو أن لبدة صمدت حتى بعد هجمات قبائل الاستوريين على الريف المصدر الرئيس لثروات المدينة أواخر القرن الرابع للميلاد،* وفي* سنة* 429 ميلادي* هدم الوندال سور المدينة لتفتتح رحلة الصراع مع الرمال التي* يبدو أنها كانت تترصد المدينة،* وحاول من بقي* من سكان المدينة مقاومة الصراع مع الطبيعة في* محاولة أخيرة لإنقاذ مدينتهم،* وإلى حين وصول البيزنطيين إلى المدينة سنة* 533 ميلادي* لم* يتبقَّ* من لبدة سوى بعض المباني* وبدأ الجزء الاكبر من المدينة مدفوناً* تحت الرمال،* وكان لابد من اختيار أويا كمدينة أساسية في* الاقليم بعد أن خلفوا الجزء الغربي* من الامبراطورية،* وخلال العصر البيزنطي* شهدت لبدة آخر ومضات للحياة،* لتطوي* الرمال ماتبقى من مباني* المدينة إلى بداية القرن العشرين حيث تم إزالة الرمال التي* قدرت بحوالي* 500 طن وبدأت تتكشف آثار المدينة التي* قيل عنها في* حينه إنها بمثابة كنوز تاريخية تتحدى الخيال*. لتبدأ رحلة الحفاظ والصون لآثار المدينة* .
على بعد* 120 كيلومترا للشرق من مدينة طرابلس تقف أعمدة ومباني* مدينة لبدة الكبرى إحدى أكثر المواقع الأثرية* غزارة بالآثار المنتشرة على مساحة تقدر بحوالي* 1.5 كيلومتراً* في* العرض من البحر إلى الداخل،* وأكثر من* 2.5 كيلومتراً* في* الطول من الحلبة في* أقصى الشرق إلى حمامات الصيد* غرباً،* وتحوي* المدينة آثار* 29 معلماً* ومبنى أثريّاً* من أشهرها حمامات هادريان المشيدة سنة* 126 – 127 ميلادي،* والمسرح الذي* بني* في* بداية القرن الاول للميلاد،* والسوق والحلبة وميدان السباقات،* بالاضافة إلى مجموعة من الأقواس من بينها القوس السفيري* وقوس تراجان،* بالإضافة إلى الساحات التي* تتوسط المباني* العامة والمعابد،* كما تتميز لبدة بهندسة شوارعها الشبكية التي* تنتشر على جنباتها الأعمدة بمختلف أنواعها ومسمياتها المتعددة،* بينما* يبدو أن الجزء الأكبر من المدينة مازال* يختفي* تحت أطنان الرمال* .
ويشير تقرير منظمة* "اليونيسكو*" إلى أن إضافة مدينة لبدة الأثرية إلى قائمة التراث الإنساني* العالمي* في* عام* 1982 نظراً* لما تمثله مباني* المدينة من قيمة فنية ومعمارية حيث حمامات هادريان النادرة المثال،* والميناء المتربع على مساحة هكتار من الأراضي،* والمعابد والسوق والمسرح الحامل لأكثر من* 15000 متفرج،* وتم اكتشاف مئات التماثيل الرائعة التي* تزين اليوم أجنحة وقاعات متاحف السرايا الحمراء بمدينة طرابلس*.. وعن الخطط المستقبلية* يضيف التقرير منذ سنة* 1994 بدأت حفريات جديدة في* الجزء الغربي* من المدينة بواسطة فريق بحث علمي* من الجامعة الملكية في* لندن برئاسة الدكتور الليبي* خالد والدا،* بينما تقوم البعثة الفرنسية بقيادة البروفيسور أدريه لاروند بأعمال الحفر في* ميناء المدينة* .
ويتوقع الأثريون وجود عديد المباني* المحدقة بالمدينة خارج الأسوار الحالية،* لاسيما مع التنقيبات الأثرية التي* أزاحت الستار عن عدد من الدارات والأضرحة،* والكشف عن مقبرة للشرق من المدينة،* وفي* محيط المدينة أو ماكان* يعرف بضواحي* لبدة حيث المزارع والبساتين سر قوة وازدهار لبدة لايزال باطن الأرض* يحمل الكثير،* خصوصاً* مع اكتشاف فسيفساء المجالد الجريح التي* كانت تغطي* أرضية حمام إحدى الدارات بوادي* لبدة،* فهل ستكشف الأيام القادمة عن المزيد من أسرار مدينة الهمت العالم* بجمال معمارها وروعة طبيعتها ؟* .
بعض الصور من مدينة لبدة الكبرى
على بعد* 120 كيلومترا للشرق من مدينة طرابلس تقف أعمدة ومباني* مدينة لبدة الكبرى إحدى أكثر المواقع الأثرية* غزارة بالآثار المنتشرة على مساحة تقدر بحوالي* 1.5 كيلومتراً* في* العرض من البحر إلى الداخل،* وأكثر من* 2.5 كيلومتراً* في* الطول من الحلبة في* أقصى الشرق إلى حمامات الصيد* غرباً،* وتحوي* المدينة آثار* 29 معلماً* ومبنى أثريّاً* من أشهرها حمامات هادريان المشيدة سنة* 126 – 127 ميلادي،* والمسرح الذي* بني* في* بداية القرن الاول للميلاد،* والسوق والحلبة وميدان السباقات،* بالاضافة إلى مجموعة من الأقواس من بينها القوس السفيري* وقوس تراجان،* بالإضافة إلى الساحات التي* تتوسط المباني* العامة والمعابد،* كما تتميز لبدة بهندسة شوارعها الشبكية التي* تنتشر على جنباتها الأعمدة بمختلف أنواعها ومسمياتها المتعددة،* بينما* يبدو أن الجزء الأكبر من المدينة مازال* يختفي* تحت أطنان الرمال* .
ويشير تقرير منظمة* "اليونيسكو*" إلى أن إضافة مدينة لبدة الأثرية إلى قائمة التراث الإنساني* العالمي* في* عام* 1982 نظراً* لما تمثله مباني* المدينة من قيمة فنية ومعمارية حيث حمامات هادريان النادرة المثال،* والميناء المتربع على مساحة هكتار من الأراضي،* والمعابد والسوق والمسرح الحامل لأكثر من* 15000 متفرج،* وتم اكتشاف مئات التماثيل الرائعة التي* تزين اليوم أجنحة وقاعات متاحف السرايا الحمراء بمدينة طرابلس*.. وعن الخطط المستقبلية* يضيف التقرير منذ سنة* 1994 بدأت حفريات جديدة في* الجزء الغربي* من المدينة بواسطة فريق بحث علمي* من الجامعة الملكية في* لندن برئاسة الدكتور الليبي* خالد والدا،* بينما تقوم البعثة الفرنسية بقيادة البروفيسور أدريه لاروند بأعمال الحفر في* ميناء المدينة* .
ويتوقع الأثريون وجود عديد المباني* المحدقة بالمدينة خارج الأسوار الحالية،* لاسيما مع التنقيبات الأثرية التي* أزاحت الستار عن عدد من الدارات والأضرحة،* والكشف عن مقبرة للشرق من المدينة،* وفي* محيط المدينة أو ماكان* يعرف بضواحي* لبدة حيث المزارع والبساتين سر قوة وازدهار لبدة لايزال باطن الأرض* يحمل الكثير،* خصوصاً* مع اكتشاف فسيفساء المجالد الجريح التي* كانت تغطي* أرضية حمام إحدى الدارات بوادي* لبدة،* فهل ستكشف الأيام القادمة عن المزيد من أسرار مدينة الهمت العالم* بجمال معمارها وروعة طبيعتها ؟* .
بعض الصور من مدينة لبدة الكبرى
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق